ماذا عن النظيم الانتخابية

ماذا عن النظيم الانتخابية


لقد عشنا في بلد طوال أكثر من60 عاما لا نشم فيها رائحة انتخابات (بشقيها التشريعي والرئاسي) ولا استفتاءات حقيقية بل كنا نرى انتخابات واستفتاءات محسومة النتائج لصالح الحاكم ولا تخطيء النتائج –يوما ما- بأن تكون لصالح الشعب ولو مرة واحدة، إذ أنها لو اخطات مرة لم نكن لنرى إلا انتقالا سلميا للسلطة ولم تكن لتحدث ثورة 25 يناير العظيمة .....!!

وبداية فمن الآن وصاعدا علينا أن نربى أنفسنا والأجيال القادمة- انه إذا ما ذكرت الثورة في اى وقت وفى اى مكان- فإن تحية الشهداء والدعاء لهم أمر واجب ومقدس فلولاهم ما كنا نجرؤ أن نتكلم عن أمور -يبدو الحديث عنها نوعا من الرفاهية- إلا بعد ما حدث لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بزهرة شبابهم من اجل الحرية التي عشنا عشرات السنيين نحلم بها حتى تحققت والحمد لله...!!

ومن منطلق الحفاظ على دماء شهدائنا الأبرار ، فإنه يجب علينا الحفاظ بكل ما أوتينا من قوة على "مكتسبات الثورة" حتى يحدث الانتقال الكامل للسلطة من الجيش إلى الشعب......!!

وإذ أننا مقبلون على "انتخابات برلمانية"في الفترة القادمة ، فإنه يتحتم علينا أن نناقش –بهدوء وبدقة- مسألة"النظم الانتخابية" حتى نعرف –عن علم وبينة- هل نحن بحاجة إلى تغيير "النظام الانتخابي" أم أن هذا "النظام الانتخابى"لا يحتاج إلى تغيير لأنه أفضل الموجودين ....فلا يشترط البتة أن تغيير كل الآليات والوسائل التي كانت تحدث في الأنظمة الديكتاتورية.... كما يجب –أيضا-عدم التعامل معها من منطلق الإيمان المطلق وانه يستحيل تغييرها كأنها هي الحل الأوحد....!!

دعونا نتفق في البداية على أن "النظام الانتخابي" في حد ذاته ليس هو العامل الرئيسي لممارسة الديكتاتورية ،فهذه الأنظمة بشتى أنواعها تمارس في كل دول العالم سواء ذات الديمقراطية الراسخة أو الديمقراطية الناشئة أو الديكتاتورية...فلا تتعجب أن نقول إن النظام الانتخابي الذي يسير عليه المصريون أيام النظام البائد هو نفسه النظام الذي تسير عليه دول عريقة في الديمقراطية مثل بريطانيا وكندا وأمريكا.... !!

إذن علينا أن نفهم إن "النظام الانتخابي" الحالي ليس هو لب المشكلة، ولكن ربما يكون "بقاءه"- في ظل ظروف ما بعد الثورة وحالة الهياج الشعبي ضد النظام - فيه نوع من التخوف لدى بعض القوى السياسية من احتمالية عودة "بقايا النظام" للساحة من خلاله ،إذ أنهم احترفوا التعامل به ......!
نعم كان "التزوير" هو عقيدتهم في الفوز بأي انتخابات لكن ربما مازال منهم البعض الأخر من كان ينجح بمجهوده "الفردي" نتيجة وعود براقة أو أموال حرام يدفعها رشاوى للناخبين....!!

وقبل أن ندخل في النظم الانتخابية وشرحها علينا أن نتفق –أيضا- على إن اى نظام انتخابي مهما كان لا يعتمد على التعديلات القانونية ولكن لا بد من إرفاق برامج توعية مكثفة للمواطنين وتبيان كيفية عمل وأسلوب النمط الانتخابي الجديد،فالنظام الانتخابي ليس مسالة فنية تبحث بواسطة المتخصصين وتفرض على المواطنين بل يجب إشراك المواطنين فيها لأنها مسالة "رأى سياسي" عام ....

فيا حبذا لو تم إشراك "الشعب المصري" في ذالك ،فقد حدث من قبل في مقاطعة بريتش كولومبيا (بكندا) حيث قامت الحكومة بانتقاء "مجموعة من المواطنين" بشكل عشوائي وذالك لعرض المقترحات المتعلقة بالنظام الانتخابي على "الرأي العام" وتعمل هذه المجموعة بشكل مستقل إذ أنها جزء من "جمهور الناخبين"....!!

لكن ربما يبدو أن الأمور الآن –في ابريل 2011- لا تسمح بالنقاش الشعبي الطويل والأخذ والعطاء من خلال البرامج التلفزيونية والصحف واللقاءات والندوات لذا أراها أنها "أمانة"في عنق القوى السياسية أن تدلوا بدلوها بما يرضى الله والوطن حفاظا على مكتسبات الثورة وبدون "نفسنه" أو "تعالى" عند إبداء رأيها المتعلق بهذا الأمر...!


نأتي الآن إلى عرض للأنظمة الانتخابية وبعد الانتهاء من النقاش منها نتناول أفضل الأساليب للحالة المصرية (بعد ثورة 25 يناير العظيمة)-من وجه نظرنا-:

ذكرت المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات idea –وهى اعرق مؤسسة عالمية متخصصة في هذا الشأن وهى مصدر رئيسي لكل المنشغلين بالنظم الانتخابية- أن هناك 12 نوعا انتخابيا –كما هو موضح بالشكل